قصائد بلا قيود ..


ها هنا حيث ذاكرة البوح ومقتطفاتُ هذياني وآلامُ الشوقِ في كياني..

أتخبطُ بانفاسي التعبة، تخبطَ الهزيل في يومٍ عاصف، وبعضٌ من إنكساراتي حيث أنا واللا وجود لأنا،

وعند اول شاهدةِ قبرٍ لوحدتي أدفن تاريخي وبعضاً من أوراقي، لعلَ الهجر ينفثني ومن رحم الألمِ يقذفني...


قصيدةُ وطن هنا انثرها بغلاف العشق الملطّخ بجراح وحدتي، بدون قيودٍ- في زنزانةِ غربة، وسوطُ الآهِ من صراخ فؤادٍ صغير يبوحُ للخرافاتِ اجمل الحكاياتِ...

مسافرٌ وبيدي محبرةٌ فارغة وريشةٌ يابسة تنثرُ عرقَ وجودي الهرم على صفيحات الوصال لعل رحيقها يسقيني من زمزمها، عذباً كما كانت طفولتي...

إذاً فلتكن قصائدي بلا قيود....

(ريوي كربري)

Ez û helbest

http://gool.us/up/uploads/13529436131.jpg

الاثنين، 8 أكتوبر 2012

إمرأةٌ داكنةُ البياض..




إمرأةٌ داكنةُ البياض..


تبدوا الضفائر السود كالليل على كتفيها، فتباح القناديل في وجنتيها حُمراً كالحياء برونقها حين تغدوا الأنثى حائرةً بين همسةٍ وقبلة.
لا تستكين الهواجس حنيناً ولا تهدأ الأوتار في لحن تغريدها، في ثغرٍ لؤلؤيٍ براقٍ كالوميض كالنيازك الهاربة، والشفاه الناعمة كشرنقةٍ لامعةٌ كالدهن المغموس دماً، كالخيال حين يتمردُ حقيقةً، هلاميةٌ حدقتاها كالسماء في أوج الصفاء بين غيمةٍ بيضاء وأختها الرمادية السمراء.
هي الآفاق في نحرها المنتحلِ ثلجاً خانعةٌ للكبرياءِ لا تنحني إلا لقبلة، هبةً لشفاهِ رجلٍ من الطيف المركون في خيال.
بهيةٌ هي كالبهاء ببهائها حسينةٌ بمشيتها ليست كأي أنثى، حور القوام نحيلٌ خصرها، بيضاءٌ كالشمسِ حين لهيبها، أغصان زهرٍ بنانها من لينها تكاد تنعقد ببعضها.
تتمردُ الزنبقةُ على الصباح كي تتفتح على وجنتيها في كل ليلة، حين تداعب الشفاه الخد الرماني المنبسط على عرين النعومة الملساء.
وكل يوم تستيقظُ القرابين الواهمة في أحلام ليلةٍ سرمدية لا تنتهي ولا تندثر في طيات الفجر الصبوح على نغمات الشجون المعتقِ هياماً.
فتتضاجع الأحاسيس وتفوح رائحة المشاعر من بين زوايا فراغاتٍ لم تمتلئ بعد وعلى لهيب القرب تختبئ الفراغات كي تنسج للدفء لذتها حين يتمايل الخصر بين الأذرع المتصلبة عليها.
تخور قلاع الكبرياء في لحظتها وتسقط الرجولةُ بين يديها وهي تَهِبُ أنوثتها لخيالٍ منعقدٍ مع واقع الأطياف الرمادية المتهاويةِ من رَمَقها حين تنهيدةُ أنثى تنقلبُ إلى لا شيء..
واحاتٌ تتلوا واحات كي ترتسم صحراء الجسد الرطب في تقلبات الليل بين الاندثار الأخير وبدايةُ النهايات في أعجوبة امرأة بين ذراعي رجلٍ هرم..

تعاقبت التماثيل في أزمنة الخيال مرميةً سكونها في عمق الواقع متجانسةً مع الحراك واللاّ حراك، شبيهةٌ بالماضي المعتق حزناً، حيث الحاضر يستقطع من الذاكرة أوجاعها فتباح كل الطرقات ويبقى الهذيان سيد الوجود في تاريخٍ مرميٍ بقصّاصات الذكرى..
هل هي أعجوبة امرأة داكنة البياض أم أساطير الخيال المنبعث من ذكرى فتاةٍ ماضية حيث لا ضمان لوجودها..
هنا تنقلب الحقائق على الخرافات وتشوِّه الحاضر بالذكريات فلا يؤخذُ منها سوى القليل من الهواجس ..
أما بياضها فتبقى حادثةٌ تلوَ حادثة، فهي التي وهبت ذاك البياض لـِ لا شيء..!!


     الرياض – أكتوبر 2009
ريوي كربري
Rêwî girpirî


هناك تعليقان (2):

  1. صباح الغاردينيا
    وحرف هنا داكن الإبداع وأبيض الروعة
    حقاً أستمتعت بوصولي لهذة الرائعة "
    ؛؛
    ؛
    لروحك عبق الغاردينيا
    كانت هنا
    reemaas

    ردحذف
  2. صباح الجلنار والاوركيد سيدتي..
    زاد حرفي جمالاً وصولك البهي إليه،
    أشكرك من الصميم يا صاحبة الإسم الجميل والقلم الثائر كالبركان..
    أنتي رائعة في المرور كما روعة كتاباتك..
    لكِ تحية بعبق البيلسان وبعضٍ من الياسمين الشامي..
    مع ودي وإحترامي
    ريوي

    ردحذف